التألق مع فريق والده و الفرصة الاولى
و بعد عام تقريبا من تلك البطولة قرر فريق دودينهو السابق اتلاتيكو
باورو تكوين فريق شاب للشاركة في دوري الناشئين و كان بيليه و بعض رفاقه في
فريق السابع من سبتمبر من المختارين في الفريق و كان ذلك الفريق يلعب
مبارياته في ملعب النادي الكبير و كان مدرب الفريق لاعبا سابقا معتزلا
يتمتع بمهارة خاصة و اسمه فالديمار دي بريتو و قد علم بيليه الكثير فعلمه
كيف يقوم بتسديد الكرة لووب و عمله عدة أمور زادت مهاراته مهارة ..
و في عمر الرابعة عشر ترك بيليه المدرسة و انتقل للعمر في درز الأحذية في
مصنع أحذية و في نفس السنة وصل لمدينة باورو كشاف مواهب من أحد أندية ريو
دي جانيرو .. و قد شاهد هذا الكشاف بيليه و اعجب به و سرعان ما كان يسأله
ان كان يود اللعب كلاعب محترف في ريو دي جانيرو .. والده دودينهو لم يبدي
رفضه للفكرة و لكن أمه رفضت تركه يذهب لريو ليعيش لوحده ..
[center]فالديمار .. و الطريق للشهرة
[b]و شعر بيليه بالسوء لانه فقد تلك الفرصة الثمينة و لكنه سرعان ما حصل
على فرصة اخرى .. فمدربه السابق فالديمار دي بريتو ترك فريق باورو و أصبح
يعمل في نادي سانتوس الذي يقع في منطقة قريبة من مدينة ساو باولو .. و
عندما قام فالديمار بزيارة لمنزل لمدينة باورو توقف عند منزل بيليه
و قال فالدينار لدودينهو (( سانتوس يملك فريق شباب جيد و المدينة ليست اكبر
بكثير من مدينة باورو انا متأكد من ان ادسون سوف يكون سعيدا هناك .. دعه
يقوم بالتجربة ..))
و ابوه لم يمانع أبدا فهو يعرف ما يملكه ادسون من مهارات و لكن أمه مانعت و قالت
(( ديكو ما زال طفلا يا فالديمار .. لا اريده ان يترك المنزل من سيرى ان كان يأكل بشكل صحيح من سوف يقوم بغسيل ثيابه ..))
عموما فالديمار رحل هذه المرة و لكنه لم ييأس لم تحدث الى رئيس نادي سانتوس
و بعد يومين ذهب لأهل بيليه و طلب منهم مرافقته الى فندق فيه هاتف في وسط
مدينة باورو للتحدث الى رئيس نادي سانتوس و قال لــ كيليستي دو باسيكيمينتو
والدة بيليه (( سوف نتلقة اتصال من رئيس نادي سانتوس و اريدك ان تتحدثي
معه ..))
و وافق والدي بيليه و عند تلقي المكالمة قام رئيس النادي بالتأكيد لوالدة
بيليه ان ابنها سوف يكونه في الصون و سوف يتم الاعتناء به .. و عند خروج
والديه و فالديمار من الفندق كانت ام بيليه تبكي فتوجه بيليه نحوها فقالت
لابنها الكبير بيليه انها و رغم انها لا تريده ان يتألم من كرة القدم و
يعاني من الاصابات الان انها تعطيه الاذن للعب لانها لا تريد ان تراه يحيك
الاحذية لباقي حياته
[size=9]
[center]الانتقال الى سانتوس
[b]و تدين والدي بيليه بعض النقود و قاموا بشراء ثياب جديدة لبيليه كي
يستعد للسفر لسانتوس و قد رافقه ابوه دودينهو في رحلته في القطار الى
سانتوس و في الكتاب الذي نشره بيليه عن حياته وصف فيها شعوره عندما غادر
مدينته فقال انه أحس بشيء يشده لمدينته فتوجه نحو ابوه و قال له (( أول
مبلغ من المال سوف اكسبه سوف ارسله لك لتشتري منزل لأمي ..))
و بمجرد وصولهم لمدينة سانتوس ذهب بيليه و ابوه الى نادي سانتوس لكرة القدم
فقادهم هناك فاديمار لغرفة تدريب المنازل و قدمه للمدرب لويس الونسو ..
فقال له المدب (( انت بيليه المشهور إذا ؟؟ )) فأجاب بيليه فورا (( نعم , سيدي ..))
و أحس بيليه بالاحراج عند ضحك باقي اللاعبين على اجابته .. بيليه كان قد
حذر من معاملة باردة سوف يتلاقاها من زملائه المحترفين في نادي سانتوس و
لكن على العكس تماما فقد جاء كل لاعب الى دودينهو و وعده بابقاء عين على
بيليه .. فقام دودينهو بعناق بيليه ثم تركه و غادر بالحافلة الى باورو..
و قد تم اخبار بيليه بالمنطقة التي سيسكن بها و اعطي غرفة خاصة به .. و رغم
انه احس زملائه و الطعام كان جيدا الا انه احس بحالة من الــ saudade و هي
كلمة برتغالية تعني الحنين الى المنزل .. حتى انه و لفترة كان يتمنى ان لا
يقبله الفريق حتى يعود لمدينته و منزله و ينسى أمر احتراف كرة القدم كليا
.. و لكن بعد بضعة أيام بعد ان قام بيليه بتجربة الأداء قرر المدرب لويس
الونسو انه يريد بيليه البالغ من العمر 15 عاما ... و بما ان بيليه كان
صغيرا جدا لتوقيع عقد فقد عاد فالديمار الى باورو ة و يحمل لأهل بيليه
الاخبار السعيدة و العقد الذي يمنح بيليه 5000 كروزيرو شهريا اي تقريبا 250
دولار اميريكي في ذلك الوقت و وافق والدي بيليه على الفور فهذا المبلغ كان
اكثر بكثير من متوسط الدخل الفردي البرازيلي عند البالغين ..
و قد أحس المدرب ان بيليه لم يكن جاهزا بعد للعب في الفريق الأول فقرر ان
يتركه لفريق الشباب الى ان يستعد للانتقال للفريق الأول .. و لم يواجه
بيليه مشاكل في التسجيل و لكنه كان يواجه مشاكل بالتغلب على حنينه للوطن و
مرتين حزم امتعته و قرر مغادرة سانتوس الى باورو و لكنه دائما كان يتحدث
الى عامل الصيانة في مركز سكن اللاعبين الذي كان يقنعه بالعدول عن العودة
[size=9]
[center]الموسم الأول .. و التسجيل في كل مباراة
[b]و في احد الأيام تعرض أحد لاعبي سانتوس الأساسيين لكسر في قدمه و قد جرب
النادي عدة لاعبين ليحلوا مكانه و لكن اي منهم لم يكحن يقنع المدرب فقرر
المدرب لويس اشراك بيليه
و كان ذلك في صيف 1956 عندما ارسل النجم البالغ من العمر 15 سنة لأول
مباراة احترافية في مسيرته و كانت مباراة غير عادية امام فريق سويدي و دخل
من الاحطياط في الشوط الثاني .. و لعب بيليه بشكل جميل و لكن بعد نهاية
اللقاء وجده المدرب جالسا لوحده في غرفة تغيير الملابس و يبدو عليه الحزن
..
فسأله ما الأمر .. فقال بيليه (( لم أسجل اي هدف .. )) فضحك المدرب و قال
له (( لن تسجل هدفا في كل مرة .. سوف يكون أمرا رائعا و لكنه لن يتحقق ..))
و بعد أيام قليلة و في عيد الاستقلال البرازيلي في 7 سبتمبر 1956 سجل بيليه
اول اهدافه الاحرافية في مباراة فاز فيها سانتوس 7-1 على فريق الدوري
المحلي .. و قد أثبت بيليه في ذلك الموسم ان نظرية مدربه بعدم تسجيل
الاهداف في كل مباراة خاطئة ..
فمع نهاية عام 1957 كان بيليه قد وصل لمعدل خيالي من الاهداف فهذا النجم
الذي كان يلعب موسمه الأول كلاعب محترف استطاع تسجيل 67 هدفا في 75 مباراة
و مع نهاية عامه الاحترافي الأول كان بيليه قد ادهش و أذهل كافة البرازليين
بكافة طبقاتهم الاجتماعية فتم اختياره للعب مع منتخب البرازيل الوطني في
أهم بطولة كرة قدم في العالم .. كأس العالم لعام 1958 .. كان بيليه يبلغ من
العمر 17 عاما .. و سافر مع المنتخب البرازيلي الدولي الى السويد التي
نظمت تلك الكأس و في أحدى مباريات المنتخب البرايلي في الدور الأول سجل
بيليه هدف منتخب بلاده الوحيد امام ويلز و في المباراة النهائية امام
السويد تألق بيليه و سجل هدفين من اهداف فريقه الخمسة حيث انتهى اللقاء 5-2
.. لتربح البرازيل تلك البطولة و ليتوج بيليه كأصغر لاعب يحقق هذه الكأس
الغالية في التاريخ ..
[size=9]
مسيرة ملئية بالانجازات
و في خلال باقي مسيرته قام بيليه بأمور رائعة .. أمور لا يقوم بها الا
الكبار فقد اذهل العالم من اصغر فرد فيه لأكبرهم .. فسجل خلال مسيرته
الكروية 1281 هدف في 1363 مباراة احترافية في 22 عاما من الاحتراف و يشمل
ذلك عدة مواسم لعبها في الدوري الامريكي لكرة القدم مع نادي نيو يورك
كوسماس ..
ثم حقق بيليه كأسي عالم اخرتين للبرازيل عامي 1962 و 1970 ..
و في رأي معظم العالم فإن بيليه ليس فقد أعظم لاعب كرة قدم بالتاريخ بل
هو أعظم رياضي عرفه العالم حتى يومنا هذا .. لقد كان مشهورا لدرجة ان
الملوك و الملكات و الأمراء كانوا يشاهدون كرة القدم فقط لرؤية بيليه يلعب
.. الهدن كانت تنظم خلال الحروب و معاهدات ايقاف اطلاق النار فقط لكي تمكن
الناس من كلا طرفي الحرب من مشاهدة بيليه يلعب كرة القدم .. و عشرات
الاغاني و الاشعار بعدة لغات كتلت بشأنه .. و بخلاف كل ذلك فأمر واحد يسعد
أفضل رياضي التاريخ ..
هذا الأمر ليس كباقي الأمور التي حققها و التي نراها على عناوين الصحف .. و
لكنه وعد قطعه في فترة من الفترات لأبوه عندما وعده بإرسال المال له لكي
يشتري منزلا لامه .. و فعلا لم يخلف ادسون وعده و قام الصغير ديكو بجمع
المال منذ اول راتب تراقه و قام بشراء منزل جديد لاسرته ..
و بعد انهاء مسيرته فعل بيليه الكثير .. فنظم المؤتمرات و رعى الكثير من
المشاريع الخيرية و اصبح نجم اعلانات و كان يدعم ملفات البرازيل .. ثم أصبح
وزيرا للرياضة .. و من يدري قد يصبح رئيسا للبلاد يوم ما ...
[center]
و هو الان مندوب عالمي لشركتي الكوكاكولا و الماستركارد و له حصة كبيرة فيهما